ماهي دمشق ؟؟؟
جرت العادة على أن يحمل كل الإنسان أوراقه الثبوتية عندما يُسافر أويخرج من بيته, مثل الهوية أو جواز السفر, أوبطاقة الإقامة, وكل هذه الأوراق يوجد فيها خانة اسمها, خانة : مكان الإقامة أو السكن.والآن أردت أن أعكس لكم الصورة, بحيث يصبح وطني, ه والذي يحمل بيانات تُثبت مكان إقامته وسُكناه... في قلبي فأنا من تسكن دمشق في حنايا قلبها, وزوايا روحها, ولمن يعرف دمشق قبل الذي لا يعرفها ستكون هذه الكلمات.
ملاحظة:
أنا أركز في الكلام عن دمشق ليس تعصباً أوتحيزاً , ولكن لأنني لم أزر غيرها من محافظات الوطن, بالإضافة لأني من الناس الذين إذا اضطروا للنوم خارج بيتهم , تراهم يعانون الغربة والحنين إلى البيت .
ماهي دمشق ؟؟؟
بالإذن من غوار الطوشة سأقتبس عبارة من أغنيته, وأقول لكم :
بعيونكم لا تشوفوها.. بس شوفوها بعيوني....
دمشق هي:
ذلك الصباح الفيروزي الذي تتغزل فيه فيروز فتقول:وعليكِ عيني يا دمشقُ..فمنك ينهمرُ الصباح...هذا الصباح الذي أستقبله مع فنجان القهوة, آآآآآآه على قهوتك يا شام ورائحة الهيل, فمن الذين أعرفهم وقد كتب الله عليهم الغربة, استوعبوا قليلاً فكرة أن يُصبح عليهم صباح غير الصباح الدمشقي الفيروزي,لكنهم لم يستوعبوا أن يُحرموا من طعم دمشق الذي يسكن في فنجان قهوتها, لذلك آثروا على أن يأخذوا معهم مؤونة من البن تكفيهم,عسى أن يكون هذا البن هو الحبل السري الذي يربط بينهم في الغربة ,
وبين مسقط قلبهم دمشق .
دمشق هي:
ذلك الشتاء,المُحمل بالخير من السماء , من ثلج ومطر ليغسل به الأرض والنفوس ,
ويروي عطش النبات والعباد.
أظن أن مطر دمشق لا يُشبه مطر أي مدينة أخرى, قد أكون متحيزة ومتعصبة هنا بعض الشيء ,
فليكن.......فالحب لا سقف له, والتطرف في الولاء للوطن فرض عين على كل إنسان.
شتاء الشام يعني أن يلفني معطفي .
وأمشي في شوارعك يا دمشق أشق الريح التي تُقاومني بحب, فأصرعها بحب أكبر.
وحبات المطر التي تهبط من السماء بقدرة خالقها ومكتوب على كل حبة مطر
اسم صاحبها الذي ستنزل عليه وتُنقيه وتُعطيه من خواصها وصفاتها الطاهرة ,
شتاء دمشق ألاّ تتوقى المطر بشمسية أبداً .
بل تترك المطر يغمرك ويغمر كل المجانين أمثالك, الذين آثروا تلبية تلك الرغبة الساحرة التي تنادينا بمجرد هطول المطر, وتُخاطبنا كأم حانية وتقول :
أخرجوا يا أولادي , تعالوا لأغمركم بفيض حبي وخيري الذي لا ينضب, فتجد نفسك تمشي مبتسماً ككل من حولك, سعيد بالخير الهابط من رب السماء, والذي نفرح بأن الله أرسله لنا, ولو أننا في أحيان كثيرة نقول بأننا لا نستحقه, لكن الله كريم .
وبينما أنت سائراً مبتسماً, تأتي سيارة مسرعة فتبلل ثيابك بمياه الأرض الغير نظيفة, وبلحظة تحاول أن تغضب, لكن من فرط السعادة بتلك اللحظة, تكون أكبر من الموقف, فتعود للابتسام, فطعم هذه السعادة لن تسمح لأحد مهما فعل أن يسلبك طعمه الذي لا يعرفه إلا من جربه .
أما ليالي دمشق الشتوية فهي لوحدها لوحة فسيفساء تخلب لب الناظر إليها والمعايش لها .
فهنا ترى ركناً لعائلة تحلقت حول مدفأة عليها حبات الكستناء ويتضاحكون وهم يفركون كفاُ بكف حتى يسري الدفء الأسري إلى أطرافهم .
وهنا ترى ركناً آخر لعائلة جلس الأولاد على السجادة وهم يلعبون البرجيس وانقسموا لفريقين وأصوات ضحكاتهم واتهاماتهم بالغش لبعضهم البعض تتناثر في المكان وأمامهم مستلزمات السهرة.....
من عوامة وستاتي وقطايف عصافيري والفول النابت والبليلة والحبوب .
والتين المجفف والزبيب والجوز ويُخيم على اللوحة الفسيفسائية صوت أم كلثوم يصدح .
فكما صباحات دمشق فيروزية, فلياليها كلثومية من الطراز الأول .
وعندما يغمرنا الله بكرمه, ويفيض علينا من خزائن خيره, تكتسي دمشق بالثوب الأبيض الثلجي, وهنالك عليك أن تتخيل إذا خرجت من بيتك, ما الذي سيجري لك, حيث ستتعرض وأنت ماشياً في أمان الله , بكرات الثلج تنهمر عليك من حيث تدري ومن حيث لا تدري, وحينها لن تجد سبيلاً أمامك إلا أن تسرق كمشه ثلج من سطح أقرب سيارة, وترمي بها من تقابله متخلياً عن وقارك , وتضحك كما الكل يضحك.
دمشق هي:
ذلك النهر الجبار بردى الذي يُصر على التمسك بالحياة مستمداً قوته من ماضيه المجيد رغم قسوة الزمن عليه, وهو لو استطاع أن يرتوي من حبنا , لفاض بالخير وضج بالحياة .
دمشق هي صلاة الاستسقاء التي ما أن ننتهي منها حتى يأتي الجواب من السماء بأمر رب السـّماء.
دمشق هي:
ذلك الصيف المتمثل بعائلات الشام البسيطة التي تخرج أيام العطلة إلى بساتين الشام وما بقي من غوطتها, فتراهم كلٌ مشغول بتنفيذ مهمته .
فترى النسوة منشغلات بإعداد التبولة, والرجال يقومون بشي اللحوم .
والأطفال يلعبون وتتناثر ضحكاتهم , وتسمع من هنا وهناك أصوات طاولة الزهر والأركيلة .
ولا تنسى من أخذ على عاتقه مهمة الغناء وإشاعة الفرح بين الحاضرين, فتراه ممسكاً بالدربكة أ والعود, والكل يشاركه في أغاني مثل:
سكابا يا دموع العين....يا طيرة طيري يا حمامة.....يا مال الشام
وغيرها من أغاني السيارين الدمشقية......وبعد الطعام يعم الهدوء وتبدأ مباريات لعب الشدة والطاولة من مغربية ومحبوسة .
ويكون ختام السيران بالبطيخ المُبرد في النهر أوالساقية .
ويعود الجميع إلى بيوتهم بحالة مُغايرة تماماً عن الحالة التي غادروها فيها, فالخمول والتعب يلفهم, فلا يملك أحدهم القوة للغناء أو الكلام , فيكتفون بالاستماع لأغاني أم كلثوم. وهنا اسمحوا لي أن أحسد بشكل مباشر, تلك السيارات السوزوكي التي أغلبكم شاهدها, يا اللــــه كم هم بسطاء ولكن سعداء, فأنا عندما أراهم تتملكني حيرة غريبة, وأقف عند تفاصيل صغيرة ولكنها مُحيرة, فسياراتهم كلها مُضاءة بشكل ملفت للنظر, ودائماً ينبعث منها صوت أم كلثوم وجورج وسوف حصراً , ولا بد أن يكون الصوت مرتفع جدا ً.
والنسوة والأولاد يجلسون في الخلف بتلقائية شديدة مثيرة للرغبة حتى تُجرب شعورهم , ولكن هيهات .
دمشق هي:
ياسمين نزار قباني....وحبق ومنتور فيروز...والورد الجوري .
والفل الذي بياضه يوازي بياض قلوب أهل سوريا جميعاً.دمشق هي البيوتات العربية .
والبحرة وشجر النارنج والكبّاد والليمون,والباب الذي لتدخل منه أنت, يجب أن تنحني احتراماً لوقار البيت الذي سيفتح لك أبواب الجنة في أرض الديار.
دمشق هي قاسيون ذلك الجبل الآسر الواضح الذي ما إن تعتليه حتى يفتح لك كل أبوابه وشبابيكه .
ويمنحك صورة ما إن تراها عيناك حتى يطبعها عقلك ويخفق لروعتها قلبك .
دمشق هي:
بلودان ومورا وأبو وزاد بضجيج الناس والأولاد , وبقين ومضايا وسرغايا والزبداني, وعين الفيجة وعين الخضرة, ونبع بردى ونبع العراد ، وصيدنايا ومعلولا،ودير عطية والنبك ويبرود ، وبساتين الغوطة .
دمشق هي:
سوق الحميدية والقباقبية ومدحت باشا والجامع الأموي وما أدراك ما مآذن الجامع الأموي وقهوة النوفرة, والبزورية هذا السوق الذي يُحرض لديك حاسة الشم والبصرلما فيه من توابل وبهارات من كل لون وصنف
دمشق هي سوق الخياطين وسوق تفضلي يا خانم والمسكية وقلعة دمشق وقبر صلاح الدين.
دمشق هي:
شوارع باب توما والقصاع التي تصبح لوحات فنية في أعياد الميلاد فكما الناس تكون سعيدة ترى الشرفات جميعها سعيدة وتنطق نوراً من الزينة والإضاءة التي يتفنن كل بيت في وضعها .
وأجراس الكنائس أيام الآحاد.
دمشق هي:
رمضان ومدفع الإفطار والإمساك والمسَحر الذي سررت جداً انه لم ينقرض حتى الآن.
وبائعي المعروك والناعم والعرقسوس, دمشق الخالية تماماً من الناس في لحظة قول: \"الله أكبر\"
دمشق مئذنة سيدي بلال وصلاة التراويح والتهجد, وليلة القدر ويوم الوقفة وزكاة الفطر وتكبيرات العيد, وزحمة الوقوف على الدور عند سميراميس, لتحظى \"بالمعمول\" و\"الكول وشكور\" و\"المبرومة \"
و\"البلورية \"ومن محلات الضيافة بالملبس والراحة والشوكولا والملبن والفواكه المجففة والمطعّم على كل نكهة وطعم ولون وتعبي جيبتك بكمشة قضامة على سكر.
وكلمة كل سنة وأنت سالم التي تقولها وتسمعها كثيراً ..
دمشق هي:
يوم الثلاثاء الساعة الواحدة والنصف, والناس جميعاً في السيارات أ والبيوت يستمعون لـحكم العدالة
دمشق هي:
عندما تتعثر في الشارع تجد الكثير الكثير ليقول لك : \" الله يحميك\" ... \"بسم الله عليك"\
دمشق هي:
عندما أسمع صوت بائعي المازوت والغاز وكلٌ يظن نفسه عبد الحليم حافظ فأجد نفسي أدعوعليه
بأن ينزع الله صباحه كما نزع لي صباحي بأصواتهم النشاز .
دمشق هي:
بائعي الصبارة والذرة المسلوقة والتماري بكعك والسحلب السخن مع الكعك .
دمشق هي:
ساحة الأمويين التي أخذت من أعمارنا سنوات, حتى رأيناها كما نشتهي ونتمنى .
دمشق الزحام المختلط مع الحب والتذمر البساطة والألفة والإيمان .
دمشق هي:
أصوات الآذان الذي طالما أحرص على سماعه وأنصت إليه وأنا أُشبع حاسة السمع بهذا الأداء الساحر, وأذان الجامع الأموي الجماعي الذي تنفرد دمشق به دون غيرها من البلاد .
دمشق هي:
عندما تمر جنازة في أحد الشوارع تجد كل الذين يسيرون في الشارع يرفعون أكفهم للسماء ويستنزلون الرحمة من الله تعالى للفقيد ويقرؤن له \"الفاتحة"\ .
دمشق هي:
عندما تمشي في حارة ما, فتجد أطفال يلعبون الكرة فتدعوا الله في قرارة نفسك, أن تأتي الكرة أمامك بطريق الخطأ, حتى تشوطها وتشارك الأطفال وتستعيد ذكريات طفولتك.
دمشق هي:
ليست كل ما ذكرت لأن كل ما ذكرت ما هو إلا جزء من جزء من جزء مما أشعر به.
فباللــه عليكم أجيبوني هل نحن نسكن الأوطان أم الأوطان هي التي تسكننا؟؟؟؟؟
اذا أردتم معرفة المزيد والجميل والممتع عن دمشق زوروا مشروعنا
على طول الأيام
وشاركونا بما لديكم
http://alatoul-alaeam.freehostia.com/
.......................................................................
جرت العادة على أن يحمل كل الإنسان أوراقه الثبوتية عندما يُسافر أويخرج من بيته, مثل الهوية أو جواز السفر, أوبطاقة الإقامة, وكل هذه الأوراق يوجد فيها خانة اسمها, خانة : مكان الإقامة أو السكن.والآن أردت أن أعكس لكم الصورة, بحيث يصبح وطني, ه والذي يحمل بيانات تُثبت مكان إقامته وسُكناه... في قلبي فأنا من تسكن دمشق في حنايا قلبها, وزوايا روحها, ولمن يعرف دمشق قبل الذي لا يعرفها ستكون هذه الكلمات.
ملاحظة:
أنا أركز في الكلام عن دمشق ليس تعصباً أوتحيزاً , ولكن لأنني لم أزر غيرها من محافظات الوطن, بالإضافة لأني من الناس الذين إذا اضطروا للنوم خارج بيتهم , تراهم يعانون الغربة والحنين إلى البيت .
ماهي دمشق ؟؟؟
بالإذن من غوار الطوشة سأقتبس عبارة من أغنيته, وأقول لكم :
بعيونكم لا تشوفوها.. بس شوفوها بعيوني....
دمشق هي:
ذلك الصباح الفيروزي الذي تتغزل فيه فيروز فتقول:وعليكِ عيني يا دمشقُ..فمنك ينهمرُ الصباح...هذا الصباح الذي أستقبله مع فنجان القهوة, آآآآآآه على قهوتك يا شام ورائحة الهيل, فمن الذين أعرفهم وقد كتب الله عليهم الغربة, استوعبوا قليلاً فكرة أن يُصبح عليهم صباح غير الصباح الدمشقي الفيروزي,لكنهم لم يستوعبوا أن يُحرموا من طعم دمشق الذي يسكن في فنجان قهوتها, لذلك آثروا على أن يأخذوا معهم مؤونة من البن تكفيهم,عسى أن يكون هذا البن هو الحبل السري الذي يربط بينهم في الغربة ,
وبين مسقط قلبهم دمشق .
دمشق هي:
ذلك الشتاء,المُحمل بالخير من السماء , من ثلج ومطر ليغسل به الأرض والنفوس ,
ويروي عطش النبات والعباد.
أظن أن مطر دمشق لا يُشبه مطر أي مدينة أخرى, قد أكون متحيزة ومتعصبة هنا بعض الشيء ,
فليكن.......فالحب لا سقف له, والتطرف في الولاء للوطن فرض عين على كل إنسان.
شتاء الشام يعني أن يلفني معطفي .
وأمشي في شوارعك يا دمشق أشق الريح التي تُقاومني بحب, فأصرعها بحب أكبر.
وحبات المطر التي تهبط من السماء بقدرة خالقها ومكتوب على كل حبة مطر
اسم صاحبها الذي ستنزل عليه وتُنقيه وتُعطيه من خواصها وصفاتها الطاهرة ,
شتاء دمشق ألاّ تتوقى المطر بشمسية أبداً .
بل تترك المطر يغمرك ويغمر كل المجانين أمثالك, الذين آثروا تلبية تلك الرغبة الساحرة التي تنادينا بمجرد هطول المطر, وتُخاطبنا كأم حانية وتقول :
أخرجوا يا أولادي , تعالوا لأغمركم بفيض حبي وخيري الذي لا ينضب, فتجد نفسك تمشي مبتسماً ككل من حولك, سعيد بالخير الهابط من رب السماء, والذي نفرح بأن الله أرسله لنا, ولو أننا في أحيان كثيرة نقول بأننا لا نستحقه, لكن الله كريم .
وبينما أنت سائراً مبتسماً, تأتي سيارة مسرعة فتبلل ثيابك بمياه الأرض الغير نظيفة, وبلحظة تحاول أن تغضب, لكن من فرط السعادة بتلك اللحظة, تكون أكبر من الموقف, فتعود للابتسام, فطعم هذه السعادة لن تسمح لأحد مهما فعل أن يسلبك طعمه الذي لا يعرفه إلا من جربه .
أما ليالي دمشق الشتوية فهي لوحدها لوحة فسيفساء تخلب لب الناظر إليها والمعايش لها .
فهنا ترى ركناً لعائلة تحلقت حول مدفأة عليها حبات الكستناء ويتضاحكون وهم يفركون كفاُ بكف حتى يسري الدفء الأسري إلى أطرافهم .
وهنا ترى ركناً آخر لعائلة جلس الأولاد على السجادة وهم يلعبون البرجيس وانقسموا لفريقين وأصوات ضحكاتهم واتهاماتهم بالغش لبعضهم البعض تتناثر في المكان وأمامهم مستلزمات السهرة.....
من عوامة وستاتي وقطايف عصافيري والفول النابت والبليلة والحبوب .
والتين المجفف والزبيب والجوز ويُخيم على اللوحة الفسيفسائية صوت أم كلثوم يصدح .
فكما صباحات دمشق فيروزية, فلياليها كلثومية من الطراز الأول .
وعندما يغمرنا الله بكرمه, ويفيض علينا من خزائن خيره, تكتسي دمشق بالثوب الأبيض الثلجي, وهنالك عليك أن تتخيل إذا خرجت من بيتك, ما الذي سيجري لك, حيث ستتعرض وأنت ماشياً في أمان الله , بكرات الثلج تنهمر عليك من حيث تدري ومن حيث لا تدري, وحينها لن تجد سبيلاً أمامك إلا أن تسرق كمشه ثلج من سطح أقرب سيارة, وترمي بها من تقابله متخلياً عن وقارك , وتضحك كما الكل يضحك.
دمشق هي:
ذلك النهر الجبار بردى الذي يُصر على التمسك بالحياة مستمداً قوته من ماضيه المجيد رغم قسوة الزمن عليه, وهو لو استطاع أن يرتوي من حبنا , لفاض بالخير وضج بالحياة .
دمشق هي صلاة الاستسقاء التي ما أن ننتهي منها حتى يأتي الجواب من السماء بأمر رب السـّماء.
دمشق هي:
ذلك الصيف المتمثل بعائلات الشام البسيطة التي تخرج أيام العطلة إلى بساتين الشام وما بقي من غوطتها, فتراهم كلٌ مشغول بتنفيذ مهمته .
فترى النسوة منشغلات بإعداد التبولة, والرجال يقومون بشي اللحوم .
والأطفال يلعبون وتتناثر ضحكاتهم , وتسمع من هنا وهناك أصوات طاولة الزهر والأركيلة .
ولا تنسى من أخذ على عاتقه مهمة الغناء وإشاعة الفرح بين الحاضرين, فتراه ممسكاً بالدربكة أ والعود, والكل يشاركه في أغاني مثل:
سكابا يا دموع العين....يا طيرة طيري يا حمامة.....يا مال الشام
وغيرها من أغاني السيارين الدمشقية......وبعد الطعام يعم الهدوء وتبدأ مباريات لعب الشدة والطاولة من مغربية ومحبوسة .
ويكون ختام السيران بالبطيخ المُبرد في النهر أوالساقية .
ويعود الجميع إلى بيوتهم بحالة مُغايرة تماماً عن الحالة التي غادروها فيها, فالخمول والتعب يلفهم, فلا يملك أحدهم القوة للغناء أو الكلام , فيكتفون بالاستماع لأغاني أم كلثوم. وهنا اسمحوا لي أن أحسد بشكل مباشر, تلك السيارات السوزوكي التي أغلبكم شاهدها, يا اللــــه كم هم بسطاء ولكن سعداء, فأنا عندما أراهم تتملكني حيرة غريبة, وأقف عند تفاصيل صغيرة ولكنها مُحيرة, فسياراتهم كلها مُضاءة بشكل ملفت للنظر, ودائماً ينبعث منها صوت أم كلثوم وجورج وسوف حصراً , ولا بد أن يكون الصوت مرتفع جدا ً.
والنسوة والأولاد يجلسون في الخلف بتلقائية شديدة مثيرة للرغبة حتى تُجرب شعورهم , ولكن هيهات .
دمشق هي:
ياسمين نزار قباني....وحبق ومنتور فيروز...والورد الجوري .
والفل الذي بياضه يوازي بياض قلوب أهل سوريا جميعاً.دمشق هي البيوتات العربية .
والبحرة وشجر النارنج والكبّاد والليمون,والباب الذي لتدخل منه أنت, يجب أن تنحني احتراماً لوقار البيت الذي سيفتح لك أبواب الجنة في أرض الديار.
دمشق هي قاسيون ذلك الجبل الآسر الواضح الذي ما إن تعتليه حتى يفتح لك كل أبوابه وشبابيكه .
ويمنحك صورة ما إن تراها عيناك حتى يطبعها عقلك ويخفق لروعتها قلبك .
دمشق هي:
بلودان ومورا وأبو وزاد بضجيج الناس والأولاد , وبقين ومضايا وسرغايا والزبداني, وعين الفيجة وعين الخضرة, ونبع بردى ونبع العراد ، وصيدنايا ومعلولا،ودير عطية والنبك ويبرود ، وبساتين الغوطة .
دمشق هي:
سوق الحميدية والقباقبية ومدحت باشا والجامع الأموي وما أدراك ما مآذن الجامع الأموي وقهوة النوفرة, والبزورية هذا السوق الذي يُحرض لديك حاسة الشم والبصرلما فيه من توابل وبهارات من كل لون وصنف
دمشق هي سوق الخياطين وسوق تفضلي يا خانم والمسكية وقلعة دمشق وقبر صلاح الدين.
دمشق هي:
شوارع باب توما والقصاع التي تصبح لوحات فنية في أعياد الميلاد فكما الناس تكون سعيدة ترى الشرفات جميعها سعيدة وتنطق نوراً من الزينة والإضاءة التي يتفنن كل بيت في وضعها .
وأجراس الكنائس أيام الآحاد.
دمشق هي:
رمضان ومدفع الإفطار والإمساك والمسَحر الذي سررت جداً انه لم ينقرض حتى الآن.
وبائعي المعروك والناعم والعرقسوس, دمشق الخالية تماماً من الناس في لحظة قول: \"الله أكبر\"
دمشق مئذنة سيدي بلال وصلاة التراويح والتهجد, وليلة القدر ويوم الوقفة وزكاة الفطر وتكبيرات العيد, وزحمة الوقوف على الدور عند سميراميس, لتحظى \"بالمعمول\" و\"الكول وشكور\" و\"المبرومة \"
و\"البلورية \"ومن محلات الضيافة بالملبس والراحة والشوكولا والملبن والفواكه المجففة والمطعّم على كل نكهة وطعم ولون وتعبي جيبتك بكمشة قضامة على سكر.
وكلمة كل سنة وأنت سالم التي تقولها وتسمعها كثيراً ..
دمشق هي:
يوم الثلاثاء الساعة الواحدة والنصف, والناس جميعاً في السيارات أ والبيوت يستمعون لـحكم العدالة
دمشق هي:
عندما تتعثر في الشارع تجد الكثير الكثير ليقول لك : \" الله يحميك\" ... \"بسم الله عليك"\
دمشق هي:
عندما أسمع صوت بائعي المازوت والغاز وكلٌ يظن نفسه عبد الحليم حافظ فأجد نفسي أدعوعليه
بأن ينزع الله صباحه كما نزع لي صباحي بأصواتهم النشاز .
دمشق هي:
بائعي الصبارة والذرة المسلوقة والتماري بكعك والسحلب السخن مع الكعك .
دمشق هي:
ساحة الأمويين التي أخذت من أعمارنا سنوات, حتى رأيناها كما نشتهي ونتمنى .
دمشق الزحام المختلط مع الحب والتذمر البساطة والألفة والإيمان .
دمشق هي:
أصوات الآذان الذي طالما أحرص على سماعه وأنصت إليه وأنا أُشبع حاسة السمع بهذا الأداء الساحر, وأذان الجامع الأموي الجماعي الذي تنفرد دمشق به دون غيرها من البلاد .
دمشق هي:
عندما تمر جنازة في أحد الشوارع تجد كل الذين يسيرون في الشارع يرفعون أكفهم للسماء ويستنزلون الرحمة من الله تعالى للفقيد ويقرؤن له \"الفاتحة"\ .
دمشق هي:
عندما تمشي في حارة ما, فتجد أطفال يلعبون الكرة فتدعوا الله في قرارة نفسك, أن تأتي الكرة أمامك بطريق الخطأ, حتى تشوطها وتشارك الأطفال وتستعيد ذكريات طفولتك.
دمشق هي:
ليست كل ما ذكرت لأن كل ما ذكرت ما هو إلا جزء من جزء من جزء مما أشعر به.
فباللــه عليكم أجيبوني هل نحن نسكن الأوطان أم الأوطان هي التي تسكننا؟؟؟؟؟
اذا أردتم معرفة المزيد والجميل والممتع عن دمشق زوروا مشروعنا
على طول الأيام
وشاركونا بما لديكم
http://alatoul-alaeam.freehostia.com/
.......................................................................
2013-09-20, 1:05 pm من طرف بنت أغراء
» علاج تساقط الشعر2
2013-09-20, 12:52 pm من طرف بنت أغراء
» ........عبرة........
2013-09-20, 12:50 pm من طرف بنت أغراء
» رياضة المشي تغذي الدماغ.
2013-09-20, 12:43 pm من طرف بنت أغراء
» مفاجأه..
2013-09-20, 12:42 pm من طرف بنت أغراء
» اكتشاف كوكب يتوافر فيه الماس كالتراب على الأرض
2013-09-20, 12:41 pm من طرف بنت أغراء
» Insatiable
2013-09-20, 12:40 pm من طرف بنت أغراء
» بسرعة ادحلو على المنتدى أحلى مسابقة
2013-09-20, 12:37 pm من طرف بنت أغراء
» موقع للجلب معلومات عن اي شخص
2012-08-27, 8:41 am من طرف daloul20
» مسجات حركشة
2012-07-28, 7:30 pm من طرف said
» مفاهيم خاصة عند البنات..في المدارس
2012-02-24, 7:13 pm من طرف sham