الحرب العالميّة الثانية نزاع دولي مدمّر بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا و1 سبتمبر 1939 في أوروبا وانتهى في عام 1945 باستسلام اليابان. قوات مسلحة من حوالي سبعين دولة شاركت في معارك جوية وبحرية وأرضية.
تعدّ الحرب العالميّة الثانية من الحروب الشموليّة، وأكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً لاتساع بقعة الحرب وتعدّد مسارح المعارك والجبهات، شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، فكانت أطراف النزاع دولاً عديدة والخسائر في الأرواح بالغة، وقد أزهقت الحرب العالمية الثانية زهاء 70 مليون نفسٍ بشريةٍ بين عسكري ومدني.
تكبّد المدنيون خسائر في الأرواح إبّان الحرب العالميّة الثانية أكثر من أي حرب عبر التاريخ، ويُعزى السبب للقصف الجوي الكثيف على المدن والقرى الذي ابتدعه الجيش النازي مما استدعى الحلفاء الردّ بالمثل، فسقط من المدنيين من سقط من كلا الطرفين، أضف إلى ذلك المذابح التي ارتكبها الجيش الياباني بحق الشّعبين الصيني والكوري إلى قائمة الضحايا المدنيين ليرتفع عدد الضحايا الأبرياء والجنود إلى 51 مليون قتيل، أي ما يعادل 2% من تعداد سكان العالم في تلك الفترة.
الأسباب
يعتبر السلام الناتج عن مقررات مؤتمر باريس للسلام لسنة 1919 إهانة كبرى بالنسبة لألمانيا لأن معاهدة فرساي مزقت وحدتها الإقليمية والبشرية، كذلك أدى هذا المؤتمر إلى خيبة أمل كبرى بالنسبة لإيطاليا لأنه تجاهل طموحاتها الاستعمارية.
وقد ترتب على هذا السلام المنقوص بروز عدّة مناطق توتّر بسبب تأجّج الشعور القومي وخاصة بمنطقتي السوديت والممر البولوني؛ ولذلك يعتبر السلام المنقوص لسنة 1919 وما خلّفه من ضغائن وأحقاد من الأسباب العميقة للحرب العالمية الثانية.
اعتمدت الأقطار المتضرّرة من أزمة الثلاثينات الاقتصادية على "القوميّة الاقتصاديّة"، وهي: تنظيم اقتصادي يرتكز على الحدّ من الاستيراد وتشجيع التصدير عبر التخفيض من قيمة النقد؛ وقد أدّى ذلك إلى قيام حرب تجاريّة ساهمت بقسط كبير في توتر العلاقات الدوليّة.
كما تعتبر أبرز ملامح "أزمة الثلاثينات" التفاوت الاقتصادي الكبير بين الأنظمة الديمقراطيّة (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) التي كانت تحتكر بمفردها 80% من الرصيد العالمي للذهب وتملك إمبراطوريّات استعماريّة ومناطق نفوذ شاسعة، وبين الأنظمة الدكتاتوريّة (إيطاليا، ألمانيا، اليابان) التي اعتبرت نفسها دولاً فقيرة وطالبت بإعادة تقسيم المستعمرات لضمان ما أسمته بالمجال الحيوي؛ وهو الأمر الذي أدى إلى تضارب المصالح وتزايد حدّة التوتّر في العلاقات الدوليّة وشكل تهديدًا مباشرًا للسلام العالمي.
تسلسل الأحداث تاريخيّاً
- قام جيش كوانتونغ الياباني بغزو مدينة منشوريا الصينية عام 1931 وسيطرت عليها. بعدها بعامين 1933 نشأ الحزب النازي في ألمانيا تحت قيادة الزعيم النازي أدولف هتلر، الذي جعل ألمانيا تعود من جديد إلى التسلّح وغيّر من سياستها الخارجية، في عام 1938 بدأ هتلر بالتحرّك لتوسيع الإقليم الشرقي لألمانيا.
معركة الثغرة معروفة عالميا بمسماها الشعبي (بالإنجليزية: The Battle of the Bulge). وهي هجوم ألماني رئيسي على جبهتهم الغربية في الأردين استمر من 16 ديسمبر 1944 وحتى 25 يناير 1945. حدثت هذه المعركة في نهايات الحرب العالمية الثانية. وقد أطلق عليها الألمان اسم (عملية مراقبة نهر الراين). وسماها الأمريكيون معركة الأردين. ولكن الناس عرفوها ببساطة بمعركة الثغرة.
- في عام 1937، قامت اليابان بغزو شامل للأراضي الصينيّة، بدءًا بالقصف المركّز على مدينتي شنغهاي وجانزوهو فحدثت مجزرة النانكنج.
- في ذلك الوقت في أوروبا: قامت ألمانيا وقد انضمّت إليها إيطاليا في تصعيد اللهجة والخطاب السياسي الخارجي.
- الحكومة البريطانية التي كانت تحت قيادة نيفيل تشامبرلين، وصفت الاتحاد السوفياتي بأكبر قوة معادية ومهدِّدة في أوروبا، كما قامت بريطانيا وفرنسا باستخدام سياسة الاسترضاء، أملاً بأن تكون ألمانيا درعا في مواجهة الاتحاد السوفياتي وإيقاف انتشار نفوذه.
- أخيرًا، في سبتمبر عام 1939، قامت ألمانيا بغزو بولندا بالاشتراك مع الاتحاد السوفياتي، ممّا أدى ذلك إلى نشوب الحرب مرة أخرى في أوروبا.
- بداية لم تقم فرنسا أو بريطانيا بإعلان الحرب على ألمانيا، بل حاولتا الاتصال مع هتلر عن طريق القنوات الدبلوماسيّة، ولكنّ هتلر لم يستجب إطلاقًا لهذه النداءات، بعدها قامت بريطانيا وفرنسا بإعلان الحرب ضد ألمانيا. خلال عامي 1939 - 1940، فقامت هناك بعض المناوشات بين الطرفين ولكن لم يكن ينوي أحد الجانبين الالتحام مباشرة بالطرف الآخر، وسميت هذه الفترة بالحرب الزائفة.
- في ربيع عام 1940، قامت ألمانيا بغزو الدنمارك والنرويج، وبعدها فرنسا وبعض الدول الأخرى مبكرًا في الصيف. كذلك إيطاليا قامت بإعلان الحرب ضد بريطانيا وفرنسا عام 1940.
- وجّهت ألمانيا سهامها لبريطانيا، وقامت بمحاولة قطع سبل المعونات البحريّة وكذلك المعونات الجويّة حتّى تقوم بعمل حصار بحريّ على الجزيرة البريطانيّة.
- لم تستطع ألمانيا فرض حصار بحريّ على بريطانيا، عوضًا عن ذلك كثّفت ألمانيا الهجمات على الأراضي البريطانيّة خلال الحرب. من جهتها حاولت بريطانيا بتركيز المواجهة مع القوات الألمانية والإيطالية في حوض البحر المتوسط *.
- استطاع الجيش البريطاني تحقيق نجاح محدود في حوض البحر المتوسط، رغم ذلك، فشلوا في منع المحور من احتلال منطقة البلقان*.
- استطاع البريطانيون النجاح بصعوبة في مسرح البحر المتوسط، وذلك بإحداث أضرار بالغه في الأسطول البحري الإيطالي، وبأوّل هزيمة أحدثوها للجيش الألماني في معركة بريطانيا*.
- زادت حدة الحرب في يونيو 1941 وذلك عندما قامت ألمانيا بغزو الاتحاد السوفياتي، الذي أجبر الأخيرة على انضمامها كحليف لبريطانيا في الحرب، كانت الهجمات الألمانيّة ناجحةً جدًا وذات نتائج جيّدة على صعيد الأراضي السوفياتيّة إلى حين حلول الشتاء بدأت هذه الهجمات تتعثّر.
- بعد غزو الأراضي الصينيّة والصين الفرنسية عام 1940، كان اليابان على موعد لزيادة العقوبات الاقتصاديّة عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة وهولندا. لكن اليابان حاول تقليل هذه العقوبات من خلال القنوات الدبلوماسيّة مع الأطراف وذلك بالمفاوضات، إلّا أنّ هذه المفاوضات لم تسفر عن شيء؛ الأمر الذي دفع وتيرة الحرب إلى الزيادة عندما قامت اليابان بشن هجمات سريعة على أراضي الولايات المتحدة بما تسمّى حادثة بيرل هاربر أو ميناء بيرل والمستعمرات البريطانية في جنوب شرق آسيا، بعد الهجمة على بيرل هاربر، قامت ألمانيا بإعلان الحرب على الولايات المتحدة أيضًا، وبحدوث ذلك دخلت الولايات المتحدة في توتر عسكري مع اليابان، الأمر الذي أدى إلى توحيد الحرب في آسيا وأوروبا إلى حرب عالميّة واحدة.
- بدلاً من أن يقوم المحور بجني نتائج إيجابيّة، بدأ التراجع في عام 1942 عندما قامت الولايات المتحدة بالفوز في معركة ميدواي Midway أمام اليابان غير أنّ أربعًا من حاملات الطائرات اليابانيّة دمِّرت، كما أنّ الألمان أيضًا تراجعوا أمام الهجمات الأنجلو أمريكية في أفريقيا، والألمان أيضا جدّدوا هجماتهم على الاتحاد السوفياتي في الصيف ولكن لم تكن كذي قبل.
- أدى ذلك عام 1943 إلى هزيمة الألمان في معركة ستالينجراد من قبل الجنود السوفييت، وبعدها في معركة كورسك -وهي أكبر معركة تستخدم فيها المدرعات الثقيلة في التاريخ الحديث- ثمّ بدأت القوات الألمانية بالتقهقر من أفريقيا، وبدأت قوات الحلفاء في التقدّم لشمال إيطاليا من خلال صقلية، أجبر ذلك إيطاليا على توقيع معاهدة استسلام عام 1943. أمّا على صعيد المحيط الهادي: بدأت القوّات اليابانيّة بفقد السيطرة على الأراضي التي احتلتها وذلك لأن القوات الأمريكيّ’ بدأت تسيطر على جزيرة تلو الأخرى في المحيط الهادئ.
- في عام 1944، بدأت كواليس الحرب واضحة وذلك بأن دول المحور قد فقدت زمام الأمور، ألمانيا بدأت تتقهقر من هجمات الاتحاد السوفياتي من خلال ضغط الهجمات على الأراضي السوفياتيّة المحتلة وبولندا ورومانيا من الشرق، ومن الغرب قامت قوات الحلفاء بغزو عمق أوروبا أدّى ذلك إلى تحرير فرنسا والوصول إلى حدود ألمانيا الغربيّة، في نفس الوقت استطاعت اليابان شن هجمات ناجحة على الصين، كان الأسطول الياباني يعاني الأمرَّين في المحيط الهادئ، ممّا أدى إلى إحكام القوات الأمريكية السيطرة على المطارات وذلك من خلال قصف بعيد المدى لطوكيو.
- أخيرًا انتهت الحرب عام 1945 وذلك في معركة الثغرة -آخر هجمة مرتدّة من ألمانيا للجهة الغربية- حين سيطرت القوّات السوفياتيّة على برلين في شهر مايو، هذه الخسائر أدّت إلى استسلام ألمانيا، المسرح الآسيوي أيضًا شهد سيطرة القوات الأمريكيّة على الجزر اليابانيّة (أيوجيما، أوكيناوا)، وفي نفس الوقت كانت القوّات البريطانيّة قد أحكمت سيطرتها على جنوب شرق آسيا، ممّا أدّى ذلك إلى استسلام اليابان. أخيرًا كان الغزو السوفياتي لمانشوكو، ثمّ قامت الولايات المتحدة برمي قنابل ذرية على الأراضي اليابانية (هيروشيما وناجازاكي).
- انتصر الحلفاء في الحرب العالميّة الثانية وكنتيجة لذلك قامت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بتشكيل أكبر قوتين في العالم؛ والذي أدّى إلى قيام مايسمّى بالحرب الباردة بينهما والتي امتدّت إلى 45 عامًا انتهت بسقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
أثر الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي
خلال الحرب وقفت البلدان العربية بجانب الحلفاء في مواجهة الدول الدكتاتورية، كانت تونس والمغرب وموريتانيا تحت الاستعمار الفرنسي فيما اعتبرت فرنسا الجزائر أرضا فرنسية وقد فرضت فرنسا على الدول العربية التي كانت تسيطر عليها السياسة الفرنسية وجندت شباب العرب في جيشها وظلت فرنسا إلى ما بعد سقوطها بيد الألمان تسيطر على مستعمراتها أما مصر فقد كانت تحت النفوذ البريطاني بموجب معاهدة 1936 وقد امتد ليشمل ليبيا بعد طرد الإيطاليين والألمان منها بعد هزيمتهم في معركة العلمين. كانت المملكة العربية السعودية واليمن مستقلتين وظلتا على الحياد فيما كانت بريطانيا تسيطر على جنوب الجزيرة العربية وعلى معظم مناطق الخليج العربي لكن لم تصل الحرب إلى الخليج العربي لكنه أصبح طريق مرور للمساعدات الأمريكية والبريطانية إلى الاتحاد السوفييتي عبر إيران.
وقعت بريطانيا مع العراق معاهدة 1930 التي تمنحهم حق إقامة قواعد عسكرية فيه وخلال الحرب قام رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني بثورة أبريل 1941 ضد بريطانيا بالتعاون مع الألمان لكن البريطانيين قضوا على ثورته واحتفظوا بوجودهم في البلاد.
بعد سقوط فرنسا خضع لبنان وسوريا لسيطرة حكومة فيشي الموالية لألمانيا ولكن في مطلع صيف 1941 استولى الحلفاء على البلدين وانتقل الحكم فيهما إلى حركة فرنسا الحرة التي يتزعمها الجنرال ديغول. أعلنت حركة فرنسا الحرة استقلال سوريا في سبتمبر 1941 ثم استقلال لبنان في 26 نوفمبر 1941 لكن هذا الاستقلال ظل اسميا واستمر الحكم الفعلي بيد الفرنسيين وطالب الشعبان باستقلال صحيح فتحقق لهما الاستقلال سنة 1943 واستكمل اللبنانيون والسوريون استقلالهم باستلام المصالح التي يديرها الفرنسيون وتحقيق جلاء الجيوش الفرنسية عن أراضيهم سنة 1946.
وبرغم الظروف العسكرية الضاغطة انتهز العرب فرصة هزيمة الحلفاء في بداية الحرب ليجهروا بمطالبهم الاستقلالية فلجأ الحلفاء في أكثر من منطقة إلى إغداق الوعود إليهم من أجل امتصاص النقمة الداخلية التي لاقت دعما كبيرا من الألمان الذين دخلوا بدورهم بعض المناطق العربية وأحدثوا فيها تغييرات سياسية وعسكرية لمصلحتهم وخصوصا في العراق وشمال أفريقيا.
ومع ظهور انتصار الحلفاء في المرحلة الثانية من الحرب راحت وعودهم للعرب بالاستقلال تتلاشى وازدادت ممارستهم القمعية وتشددوا في حكمهم للمناطق العربية المستعمرة مما كان له أبعد الأثر في ردود فعل العرب المناهضة لهم.
حدثت في العالم بعد الحرب العالمية الثانية تغيرات سياسية كبرى تمثلت في أفول النجم الأوروبي وبروز الجبارين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي الذين سيطرا على المقدرات السياسية للعالم وقامت هيئة دولية جديدة على أسس واضحة ترعى السلام وحقوق الإنسان وتدعم تحرر البلدان الخاضعة للاستعمار.
تلك هي منظمة الأمم المتحدة التي أصبحت منبرا لكل النزاعات الدولية وقد ساعد ذلك الدول المستعمرة ومنها الدول العربية في كفاحها من أجل التحرر والاستقلال فلجأ العرب إلى كافة السبل الدبلوماسية والعسكرية لنيل استقلالها والتحرر من السيطرة الخارجية وانتهى ذلك باستقلال بعض الدول العربية التي راحت تدعم شقيقاتها التي كانت ما تزال تقاوم الاستعمار.
بدأت تظهر ملامح تضامن عربي فعال عبر التفكير بقيام هيئة عربية توحد الموقف العربي فجرت اتصالات بين الدول العربية المستقلة في ذلك الوقت وانعقد مؤتمر في الإسكندرية سنة 1944 ضم مصر وسوريا ولبنان والعراق والسعودية واليمن وشرق الأردن وتم على إثره وضع بروتوكول الإسكندرية الذي مهد لقيام جامعة الدول العربية سنة 1945 فجعل مقرها في القاهرة وراحت الدول العربية الأخرى تنضم إليها تباعا بعد استقلالها.
ومن مساوئ الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي ظهور قضية جديدة شغلت وما تزال تشغل الحيز الأكبر من اهتمام العرب الذين جندوا لها الكثير من طاقاتهم هي القضية الفلسطينية فقد كانت بريطانيا قد شجعت على دخول اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب بهدف تطبيق وعد بلفور الذي نص على إعطائهم وطنيا قوميا في فلسطين فأدى ذلك إلى صراع بين العرب واليهود. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية رفعت بريطانيا النزاع العربي اليهودي في فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة وبدأت مأساة الشعب الفلسطيني عندما أقرت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية في سنة 1947.
وفي سنة 1948 أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل فهب العرب إلى منع ذلك ودخلت جيوشهم إلى المناطق التي احتلها اليهود لكن مجلس الأمن التابع لالأمم المتحدة أعلن الهدنة بين الطرفين المتقاتلين فسمح ذلك للصهاينة بفرض الأمر الواقع وتكريس الكيان الصهيوني جسما غريبا في قلب الوطن العربي يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني وتهديد أمن العرب.
تعدّ الحرب العالميّة الثانية من الحروب الشموليّة، وأكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً لاتساع بقعة الحرب وتعدّد مسارح المعارك والجبهات، شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، فكانت أطراف النزاع دولاً عديدة والخسائر في الأرواح بالغة، وقد أزهقت الحرب العالمية الثانية زهاء 70 مليون نفسٍ بشريةٍ بين عسكري ومدني.
تكبّد المدنيون خسائر في الأرواح إبّان الحرب العالميّة الثانية أكثر من أي حرب عبر التاريخ، ويُعزى السبب للقصف الجوي الكثيف على المدن والقرى الذي ابتدعه الجيش النازي مما استدعى الحلفاء الردّ بالمثل، فسقط من المدنيين من سقط من كلا الطرفين، أضف إلى ذلك المذابح التي ارتكبها الجيش الياباني بحق الشّعبين الصيني والكوري إلى قائمة الضحايا المدنيين ليرتفع عدد الضحايا الأبرياء والجنود إلى 51 مليون قتيل، أي ما يعادل 2% من تعداد سكان العالم في تلك الفترة.
الأسباب
يعتبر السلام الناتج عن مقررات مؤتمر باريس للسلام لسنة 1919 إهانة كبرى بالنسبة لألمانيا لأن معاهدة فرساي مزقت وحدتها الإقليمية والبشرية، كذلك أدى هذا المؤتمر إلى خيبة أمل كبرى بالنسبة لإيطاليا لأنه تجاهل طموحاتها الاستعمارية.
وقد ترتب على هذا السلام المنقوص بروز عدّة مناطق توتّر بسبب تأجّج الشعور القومي وخاصة بمنطقتي السوديت والممر البولوني؛ ولذلك يعتبر السلام المنقوص لسنة 1919 وما خلّفه من ضغائن وأحقاد من الأسباب العميقة للحرب العالمية الثانية.
اعتمدت الأقطار المتضرّرة من أزمة الثلاثينات الاقتصادية على "القوميّة الاقتصاديّة"، وهي: تنظيم اقتصادي يرتكز على الحدّ من الاستيراد وتشجيع التصدير عبر التخفيض من قيمة النقد؛ وقد أدّى ذلك إلى قيام حرب تجاريّة ساهمت بقسط كبير في توتر العلاقات الدوليّة.
كما تعتبر أبرز ملامح "أزمة الثلاثينات" التفاوت الاقتصادي الكبير بين الأنظمة الديمقراطيّة (فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية) التي كانت تحتكر بمفردها 80% من الرصيد العالمي للذهب وتملك إمبراطوريّات استعماريّة ومناطق نفوذ شاسعة، وبين الأنظمة الدكتاتوريّة (إيطاليا، ألمانيا، اليابان) التي اعتبرت نفسها دولاً فقيرة وطالبت بإعادة تقسيم المستعمرات لضمان ما أسمته بالمجال الحيوي؛ وهو الأمر الذي أدى إلى تضارب المصالح وتزايد حدّة التوتّر في العلاقات الدوليّة وشكل تهديدًا مباشرًا للسلام العالمي.
تسلسل الأحداث تاريخيّاً
- قام جيش كوانتونغ الياباني بغزو مدينة منشوريا الصينية عام 1931 وسيطرت عليها. بعدها بعامين 1933 نشأ الحزب النازي في ألمانيا تحت قيادة الزعيم النازي أدولف هتلر، الذي جعل ألمانيا تعود من جديد إلى التسلّح وغيّر من سياستها الخارجية، في عام 1938 بدأ هتلر بالتحرّك لتوسيع الإقليم الشرقي لألمانيا.
معركة الثغرة معروفة عالميا بمسماها الشعبي (بالإنجليزية: The Battle of the Bulge). وهي هجوم ألماني رئيسي على جبهتهم الغربية في الأردين استمر من 16 ديسمبر 1944 وحتى 25 يناير 1945. حدثت هذه المعركة في نهايات الحرب العالمية الثانية. وقد أطلق عليها الألمان اسم (عملية مراقبة نهر الراين). وسماها الأمريكيون معركة الأردين. ولكن الناس عرفوها ببساطة بمعركة الثغرة.
- في عام 1937، قامت اليابان بغزو شامل للأراضي الصينيّة، بدءًا بالقصف المركّز على مدينتي شنغهاي وجانزوهو فحدثت مجزرة النانكنج.
- في ذلك الوقت في أوروبا: قامت ألمانيا وقد انضمّت إليها إيطاليا في تصعيد اللهجة والخطاب السياسي الخارجي.
- الحكومة البريطانية التي كانت تحت قيادة نيفيل تشامبرلين، وصفت الاتحاد السوفياتي بأكبر قوة معادية ومهدِّدة في أوروبا، كما قامت بريطانيا وفرنسا باستخدام سياسة الاسترضاء، أملاً بأن تكون ألمانيا درعا في مواجهة الاتحاد السوفياتي وإيقاف انتشار نفوذه.
- أخيرًا، في سبتمبر عام 1939، قامت ألمانيا بغزو بولندا بالاشتراك مع الاتحاد السوفياتي، ممّا أدى ذلك إلى نشوب الحرب مرة أخرى في أوروبا.
- بداية لم تقم فرنسا أو بريطانيا بإعلان الحرب على ألمانيا، بل حاولتا الاتصال مع هتلر عن طريق القنوات الدبلوماسيّة، ولكنّ هتلر لم يستجب إطلاقًا لهذه النداءات، بعدها قامت بريطانيا وفرنسا بإعلان الحرب ضد ألمانيا. خلال عامي 1939 - 1940، فقامت هناك بعض المناوشات بين الطرفين ولكن لم يكن ينوي أحد الجانبين الالتحام مباشرة بالطرف الآخر، وسميت هذه الفترة بالحرب الزائفة.
- في ربيع عام 1940، قامت ألمانيا بغزو الدنمارك والنرويج، وبعدها فرنسا وبعض الدول الأخرى مبكرًا في الصيف. كذلك إيطاليا قامت بإعلان الحرب ضد بريطانيا وفرنسا عام 1940.
- وجّهت ألمانيا سهامها لبريطانيا، وقامت بمحاولة قطع سبل المعونات البحريّة وكذلك المعونات الجويّة حتّى تقوم بعمل حصار بحريّ على الجزيرة البريطانيّة.
- لم تستطع ألمانيا فرض حصار بحريّ على بريطانيا، عوضًا عن ذلك كثّفت ألمانيا الهجمات على الأراضي البريطانيّة خلال الحرب. من جهتها حاولت بريطانيا بتركيز المواجهة مع القوات الألمانية والإيطالية في حوض البحر المتوسط *.
- استطاع الجيش البريطاني تحقيق نجاح محدود في حوض البحر المتوسط، رغم ذلك، فشلوا في منع المحور من احتلال منطقة البلقان*.
- استطاع البريطانيون النجاح بصعوبة في مسرح البحر المتوسط، وذلك بإحداث أضرار بالغه في الأسطول البحري الإيطالي، وبأوّل هزيمة أحدثوها للجيش الألماني في معركة بريطانيا*.
- زادت حدة الحرب في يونيو 1941 وذلك عندما قامت ألمانيا بغزو الاتحاد السوفياتي، الذي أجبر الأخيرة على انضمامها كحليف لبريطانيا في الحرب، كانت الهجمات الألمانيّة ناجحةً جدًا وذات نتائج جيّدة على صعيد الأراضي السوفياتيّة إلى حين حلول الشتاء بدأت هذه الهجمات تتعثّر.
- بعد غزو الأراضي الصينيّة والصين الفرنسية عام 1940، كان اليابان على موعد لزيادة العقوبات الاقتصاديّة عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة وهولندا. لكن اليابان حاول تقليل هذه العقوبات من خلال القنوات الدبلوماسيّة مع الأطراف وذلك بالمفاوضات، إلّا أنّ هذه المفاوضات لم تسفر عن شيء؛ الأمر الذي دفع وتيرة الحرب إلى الزيادة عندما قامت اليابان بشن هجمات سريعة على أراضي الولايات المتحدة بما تسمّى حادثة بيرل هاربر أو ميناء بيرل والمستعمرات البريطانية في جنوب شرق آسيا، بعد الهجمة على بيرل هاربر، قامت ألمانيا بإعلان الحرب على الولايات المتحدة أيضًا، وبحدوث ذلك دخلت الولايات المتحدة في توتر عسكري مع اليابان، الأمر الذي أدى إلى توحيد الحرب في آسيا وأوروبا إلى حرب عالميّة واحدة.
- بدلاً من أن يقوم المحور بجني نتائج إيجابيّة، بدأ التراجع في عام 1942 عندما قامت الولايات المتحدة بالفوز في معركة ميدواي Midway أمام اليابان غير أنّ أربعًا من حاملات الطائرات اليابانيّة دمِّرت، كما أنّ الألمان أيضًا تراجعوا أمام الهجمات الأنجلو أمريكية في أفريقيا، والألمان أيضا جدّدوا هجماتهم على الاتحاد السوفياتي في الصيف ولكن لم تكن كذي قبل.
- أدى ذلك عام 1943 إلى هزيمة الألمان في معركة ستالينجراد من قبل الجنود السوفييت، وبعدها في معركة كورسك -وهي أكبر معركة تستخدم فيها المدرعات الثقيلة في التاريخ الحديث- ثمّ بدأت القوات الألمانية بالتقهقر من أفريقيا، وبدأت قوات الحلفاء في التقدّم لشمال إيطاليا من خلال صقلية، أجبر ذلك إيطاليا على توقيع معاهدة استسلام عام 1943. أمّا على صعيد المحيط الهادي: بدأت القوّات اليابانيّة بفقد السيطرة على الأراضي التي احتلتها وذلك لأن القوات الأمريكيّ’ بدأت تسيطر على جزيرة تلو الأخرى في المحيط الهادئ.
- في عام 1944، بدأت كواليس الحرب واضحة وذلك بأن دول المحور قد فقدت زمام الأمور، ألمانيا بدأت تتقهقر من هجمات الاتحاد السوفياتي من خلال ضغط الهجمات على الأراضي السوفياتيّة المحتلة وبولندا ورومانيا من الشرق، ومن الغرب قامت قوات الحلفاء بغزو عمق أوروبا أدّى ذلك إلى تحرير فرنسا والوصول إلى حدود ألمانيا الغربيّة، في نفس الوقت استطاعت اليابان شن هجمات ناجحة على الصين، كان الأسطول الياباني يعاني الأمرَّين في المحيط الهادئ، ممّا أدى إلى إحكام القوات الأمريكية السيطرة على المطارات وذلك من خلال قصف بعيد المدى لطوكيو.
- أخيرًا انتهت الحرب عام 1945 وذلك في معركة الثغرة -آخر هجمة مرتدّة من ألمانيا للجهة الغربية- حين سيطرت القوّات السوفياتيّة على برلين في شهر مايو، هذه الخسائر أدّت إلى استسلام ألمانيا، المسرح الآسيوي أيضًا شهد سيطرة القوات الأمريكيّة على الجزر اليابانيّة (أيوجيما، أوكيناوا)، وفي نفس الوقت كانت القوّات البريطانيّة قد أحكمت سيطرتها على جنوب شرق آسيا، ممّا أدّى ذلك إلى استسلام اليابان. أخيرًا كان الغزو السوفياتي لمانشوكو، ثمّ قامت الولايات المتحدة برمي قنابل ذرية على الأراضي اليابانية (هيروشيما وناجازاكي).
- انتصر الحلفاء في الحرب العالميّة الثانية وكنتيجة لذلك قامت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي بتشكيل أكبر قوتين في العالم؛ والذي أدّى إلى قيام مايسمّى بالحرب الباردة بينهما والتي امتدّت إلى 45 عامًا انتهت بسقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991.
أثر الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي
خلال الحرب وقفت البلدان العربية بجانب الحلفاء في مواجهة الدول الدكتاتورية، كانت تونس والمغرب وموريتانيا تحت الاستعمار الفرنسي فيما اعتبرت فرنسا الجزائر أرضا فرنسية وقد فرضت فرنسا على الدول العربية التي كانت تسيطر عليها السياسة الفرنسية وجندت شباب العرب في جيشها وظلت فرنسا إلى ما بعد سقوطها بيد الألمان تسيطر على مستعمراتها أما مصر فقد كانت تحت النفوذ البريطاني بموجب معاهدة 1936 وقد امتد ليشمل ليبيا بعد طرد الإيطاليين والألمان منها بعد هزيمتهم في معركة العلمين. كانت المملكة العربية السعودية واليمن مستقلتين وظلتا على الحياد فيما كانت بريطانيا تسيطر على جنوب الجزيرة العربية وعلى معظم مناطق الخليج العربي لكن لم تصل الحرب إلى الخليج العربي لكنه أصبح طريق مرور للمساعدات الأمريكية والبريطانية إلى الاتحاد السوفييتي عبر إيران.
وقعت بريطانيا مع العراق معاهدة 1930 التي تمنحهم حق إقامة قواعد عسكرية فيه وخلال الحرب قام رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني بثورة أبريل 1941 ضد بريطانيا بالتعاون مع الألمان لكن البريطانيين قضوا على ثورته واحتفظوا بوجودهم في البلاد.
بعد سقوط فرنسا خضع لبنان وسوريا لسيطرة حكومة فيشي الموالية لألمانيا ولكن في مطلع صيف 1941 استولى الحلفاء على البلدين وانتقل الحكم فيهما إلى حركة فرنسا الحرة التي يتزعمها الجنرال ديغول. أعلنت حركة فرنسا الحرة استقلال سوريا في سبتمبر 1941 ثم استقلال لبنان في 26 نوفمبر 1941 لكن هذا الاستقلال ظل اسميا واستمر الحكم الفعلي بيد الفرنسيين وطالب الشعبان باستقلال صحيح فتحقق لهما الاستقلال سنة 1943 واستكمل اللبنانيون والسوريون استقلالهم باستلام المصالح التي يديرها الفرنسيون وتحقيق جلاء الجيوش الفرنسية عن أراضيهم سنة 1946.
وبرغم الظروف العسكرية الضاغطة انتهز العرب فرصة هزيمة الحلفاء في بداية الحرب ليجهروا بمطالبهم الاستقلالية فلجأ الحلفاء في أكثر من منطقة إلى إغداق الوعود إليهم من أجل امتصاص النقمة الداخلية التي لاقت دعما كبيرا من الألمان الذين دخلوا بدورهم بعض المناطق العربية وأحدثوا فيها تغييرات سياسية وعسكرية لمصلحتهم وخصوصا في العراق وشمال أفريقيا.
ومع ظهور انتصار الحلفاء في المرحلة الثانية من الحرب راحت وعودهم للعرب بالاستقلال تتلاشى وازدادت ممارستهم القمعية وتشددوا في حكمهم للمناطق العربية المستعمرة مما كان له أبعد الأثر في ردود فعل العرب المناهضة لهم.
حدثت في العالم بعد الحرب العالمية الثانية تغيرات سياسية كبرى تمثلت في أفول النجم الأوروبي وبروز الجبارين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي الذين سيطرا على المقدرات السياسية للعالم وقامت هيئة دولية جديدة على أسس واضحة ترعى السلام وحقوق الإنسان وتدعم تحرر البلدان الخاضعة للاستعمار.
تلك هي منظمة الأمم المتحدة التي أصبحت منبرا لكل النزاعات الدولية وقد ساعد ذلك الدول المستعمرة ومنها الدول العربية في كفاحها من أجل التحرر والاستقلال فلجأ العرب إلى كافة السبل الدبلوماسية والعسكرية لنيل استقلالها والتحرر من السيطرة الخارجية وانتهى ذلك باستقلال بعض الدول العربية التي راحت تدعم شقيقاتها التي كانت ما تزال تقاوم الاستعمار.
بدأت تظهر ملامح تضامن عربي فعال عبر التفكير بقيام هيئة عربية توحد الموقف العربي فجرت اتصالات بين الدول العربية المستقلة في ذلك الوقت وانعقد مؤتمر في الإسكندرية سنة 1944 ضم مصر وسوريا ولبنان والعراق والسعودية واليمن وشرق الأردن وتم على إثره وضع بروتوكول الإسكندرية الذي مهد لقيام جامعة الدول العربية سنة 1945 فجعل مقرها في القاهرة وراحت الدول العربية الأخرى تنضم إليها تباعا بعد استقلالها.
ومن مساوئ الحرب العالمية الثانية على الوطن العربي ظهور قضية جديدة شغلت وما تزال تشغل الحيز الأكبر من اهتمام العرب الذين جندوا لها الكثير من طاقاتهم هي القضية الفلسطينية فقد كانت بريطانيا قد شجعت على دخول اليهود إلى فلسطين خلال فترة الانتداب بهدف تطبيق وعد بلفور الذي نص على إعطائهم وطنيا قوميا في فلسطين فأدى ذلك إلى صراع بين العرب واليهود. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية رفعت بريطانيا النزاع العربي اليهودي في فلسطين إلى هيئة الأمم المتحدة وبدأت مأساة الشعب الفلسطيني عندما أقرت الأمم المتحدة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية في سنة 1947.
وفي سنة 1948 أعلن الصهاينة قيام دولة إسرائيل فهب العرب إلى منع ذلك ودخلت جيوشهم إلى المناطق التي احتلها اليهود لكن مجلس الأمن التابع لالأمم المتحدة أعلن الهدنة بين الطرفين المتقاتلين فسمح ذلك للصهاينة بفرض الأمر الواقع وتكريس الكيان الصهيوني جسما غريبا في قلب الوطن العربي يعمل على تهجير الشعب الفلسطيني وتهديد أمن العرب.
2013-09-20, 1:05 pm من طرف بنت أغراء
» علاج تساقط الشعر2
2013-09-20, 12:52 pm من طرف بنت أغراء
» ........عبرة........
2013-09-20, 12:50 pm من طرف بنت أغراء
» رياضة المشي تغذي الدماغ.
2013-09-20, 12:43 pm من طرف بنت أغراء
» مفاجأه..
2013-09-20, 12:42 pm من طرف بنت أغراء
» اكتشاف كوكب يتوافر فيه الماس كالتراب على الأرض
2013-09-20, 12:41 pm من طرف بنت أغراء
» Insatiable
2013-09-20, 12:40 pm من طرف بنت أغراء
» بسرعة ادحلو على المنتدى أحلى مسابقة
2013-09-20, 12:37 pm من طرف بنت أغراء
» موقع للجلب معلومات عن اي شخص
2012-08-27, 8:41 am من طرف daloul20
» مسجات حركشة
2012-07-28, 7:30 pm من طرف said
» مفاهيم خاصة عند البنات..في المدارس
2012-02-24, 7:13 pm من طرف sham