الشريف الإدريسي (493-560هـ / 1099 -1165م)
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني القرطبي والمعروف بالشريف الإدريسي، أحد علماء الجغرافية والنبات الذين اشتهروا في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد بثغر سبتة المغربية، وهي مدينة جميلة شمال المغرب الأقصى على مضيق جبل طارق (ومازالت تحت الاستعمار الأسباني إلى اليوم). ونسبة الشريف الإدريسي تعود إلى جده إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب. أما القرطبي فلأنه قضى معظم حياته الدراسية في قرطبة ، ويسمى أحيانا بالصقلي لأنه أمضى فترة من الزمن في صقلية.
انتقل الشريف الإدريسي إلى قرطبة بالأندلس وكانت آنذاك تابعة للمغرب الأقصى تحت حكم المرابطين. فتلقى فيها العلوم واهتم منها خاصة بالجغرافية التي أبدع فيها. ثم بدأ سياحته وهو ابن ستة عشر عاما، فتجول في بلاد شمال أفريقية وعرف مدنها وقراها، وزار بعض المدن الشاطئ الفرنسي، وبعض مدن الشاطئ الإنجليزي الواقع على المحيط الأطلنطي. ثم رحل إلى الشرق فزار مصر والشام وتجول في سائر بلاد آسيا الصغرى وهدف من وراء ذلك زيادة التحصيل والتوسع في الدراسة وكان ذلك خلال عام 510 هـ / 1116 م.
وقد امتاز الإدريسي أثناء دراسته بذكائه الخارق وتواضعه النادر، وثقافته العالية في شتى المعارف من رياضية وهندسية وجغرافية وفلكية وطبيعية وسياسية، بالإضافة إلى معرفته بالطب ومنافع الأعشاب وأماكنها وأشكالها.
وعندما ذاع صيت الإدريسي، دعاه الملك روجر الثاني حاكم صقلية النورماني الذي استولى عليها من يد المسلمين. وكانت الثقافة الإسلامية ما زالت مزدهرة في الجزيرة حيث كانت صقلية بوضعها الجغرافي المتوسط في بحر الروم مركزا للتبادل التجاري وملتقى للفكر العالمي. وتعتبر صقلية كشقيقتها الكبرى الأندلس همزة الوصل بين العالم الإسلامي والعالم النصراني في أوروبا. والجدير بالذكر أن الشريف الإدريسي كان صاحب مواهب جذابة إلى درجة أن الكثير من علماء النصارى المتعصبين اتهموا روجر الثاني ملك صقلية باعتناقه الدين الإسلامي، وذلك بسبب تقديره النادر النظير للشريف الإدريسي وإعجابه بالثقافة الإسلامية رغم انتمائه للنصرانية.
وقد لاحظ ملك صقلية روجر الثاني نبوغ الشريف الإدريسي فطلب منه أن يؤلف له كتاب شاملا يحتوي على المعلومات الضرورية في الجغرافية، فصنف الإدريسي كتابا بعنوان نزهة المشتاق في اختراق الآفاق وضع فيه كل المعلومات الجديدة التي اعتمد في جمعها على خبرته الشخصية، وعلى تقارير الرحالين الذين أوفدهم الملك روجر لهذا الغرض إلى مختلف الديار والبلدان. فجاء الكتاب متميزا في بابه كما ميزه أيضا أن الإدريسي قد رسم سبعين خريطة عن العالم تميزت بدقتها المتناهية عند مقارنتها مع أي مجموعة أخرى من الخرائط المعاصرة. ومن بين سماتها الرائعة اعتبار الإدريسي كروية الأرض في زمن ساد فيه الاعتقاد بأنها مسطحة.
اعتمد الإدريسي على المؤلفات الجغرافية المتيسرة في زمانه. فانتقد بعضها بناء على مقارنات عقدها بين المعلومات الواردة في كتب أسلافه من العلماء المسلمين، وعلق على هذه المؤلفات وشرح الكثير من النقاط الغامضة فيها. كما أضاف وصفا لرحلاته حدد فيها منابع نهر النيل والحيوانات المتواجدة في هذه المناطق ووصف المناطق المحيطة به، وميز حدود البحيرات الاستوائية التي فشل فيها علماء أوروبا. واعتنى في وصفه للبلدان بذكر الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والعادات والتقاليد والملابس والأزياء. علاوة على ذلك فقد قدم الإدريسي وصفا موجزا للأرض وتصورها على شكل كرة طول محيطها اثنان وعشرون ألفا وتسعمائة ميل وهو ما يعادل 42185 كيلو متر وهذا الرقم ليس بعيدا عن محيطها الحقيقي وهو 40068 كيلو متر. وصنع كرة فضية نقش فوقها خريطته الشهيرة للعالم المعروف آنذاك.
قام الشريف الإدريسي بأبحاث أخرى كثيرة في مختلف فروع المعرفة مثل الجيولوجيا والفيزياء. ولكن أبرز ما اهتم به سوى الجغرافية هو علم النبات، وخاصة الأعشاب الطبية. فقد درس الإدريسي تطوراتها، وقدم دراسة مقارنة بين النبات في بلاد الأندلس والمغرب ومصر والشام، وبلاد الروم، وقادته اهتماماته المكثفة في صفات الأعشاب إلى اكتشاف بعض الأدوية التي لعبت دورا عظيما في علم الصيدلة. وقد تميز منهجه العلمي في علم النبات أنه كان يذكر الأسماء المطابقة للنباتات في لغات مختلفة، كما أنه فرق بين الاصطلاحات الإغريقية واليونانية بسبب إقامته الطويلة في صقلية، حيث كانت الإغريقية لا تزال هي لغة الكلام الدراج عند بعض السكان. وقد كان الإدريسي يركز على خواص الأدوية من حيث منافعها وآثارها الضارة. كما نبه على كثير من العقاقير لم يذكرها ديسقوريدس، لأن أكثر هذه الأدوية لم تكن في بلاده. وبلغ ما أحصي من هذه المفردات حوالي (125) نباتا.
ترك الإدريسي عددا من المؤلفات منها كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (الكتاب الروجري) وهو أشهر أعماله، وكتاب أنس المهج وحدائق الفرج في علم جميع الأرض ، وكتاب الجامع لصفات أشتات النبات ، وكتاب الأدوية المفردة ، وكتاب الصيدلة ، وكتاب المسالك والممالك ، وكتاب سعادة الرجال وغبطة النفوس . هذا بالإضافة إلى مصور لأشكال الكرة الأرضية مع الشروح الوافية، وخرائط للعالم مع التعليقات عليها.
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الحسني القرطبي والمعروف بالشريف الإدريسي، أحد علماء الجغرافية والنبات الذين اشتهروا في القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ولد بثغر سبتة المغربية، وهي مدينة جميلة شمال المغرب الأقصى على مضيق جبل طارق (ومازالت تحت الاستعمار الأسباني إلى اليوم). ونسبة الشريف الإدريسي تعود إلى جده إدريس الأول بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب. أما القرطبي فلأنه قضى معظم حياته الدراسية في قرطبة ، ويسمى أحيانا بالصقلي لأنه أمضى فترة من الزمن في صقلية.
انتقل الشريف الإدريسي إلى قرطبة بالأندلس وكانت آنذاك تابعة للمغرب الأقصى تحت حكم المرابطين. فتلقى فيها العلوم واهتم منها خاصة بالجغرافية التي أبدع فيها. ثم بدأ سياحته وهو ابن ستة عشر عاما، فتجول في بلاد شمال أفريقية وعرف مدنها وقراها، وزار بعض المدن الشاطئ الفرنسي، وبعض مدن الشاطئ الإنجليزي الواقع على المحيط الأطلنطي. ثم رحل إلى الشرق فزار مصر والشام وتجول في سائر بلاد آسيا الصغرى وهدف من وراء ذلك زيادة التحصيل والتوسع في الدراسة وكان ذلك خلال عام 510 هـ / 1116 م.
وقد امتاز الإدريسي أثناء دراسته بذكائه الخارق وتواضعه النادر، وثقافته العالية في شتى المعارف من رياضية وهندسية وجغرافية وفلكية وطبيعية وسياسية، بالإضافة إلى معرفته بالطب ومنافع الأعشاب وأماكنها وأشكالها.
وعندما ذاع صيت الإدريسي، دعاه الملك روجر الثاني حاكم صقلية النورماني الذي استولى عليها من يد المسلمين. وكانت الثقافة الإسلامية ما زالت مزدهرة في الجزيرة حيث كانت صقلية بوضعها الجغرافي المتوسط في بحر الروم مركزا للتبادل التجاري وملتقى للفكر العالمي. وتعتبر صقلية كشقيقتها الكبرى الأندلس همزة الوصل بين العالم الإسلامي والعالم النصراني في أوروبا. والجدير بالذكر أن الشريف الإدريسي كان صاحب مواهب جذابة إلى درجة أن الكثير من علماء النصارى المتعصبين اتهموا روجر الثاني ملك صقلية باعتناقه الدين الإسلامي، وذلك بسبب تقديره النادر النظير للشريف الإدريسي وإعجابه بالثقافة الإسلامية رغم انتمائه للنصرانية.
وقد لاحظ ملك صقلية روجر الثاني نبوغ الشريف الإدريسي فطلب منه أن يؤلف له كتاب شاملا يحتوي على المعلومات الضرورية في الجغرافية، فصنف الإدريسي كتابا بعنوان نزهة المشتاق في اختراق الآفاق وضع فيه كل المعلومات الجديدة التي اعتمد في جمعها على خبرته الشخصية، وعلى تقارير الرحالين الذين أوفدهم الملك روجر لهذا الغرض إلى مختلف الديار والبلدان. فجاء الكتاب متميزا في بابه كما ميزه أيضا أن الإدريسي قد رسم سبعين خريطة عن العالم تميزت بدقتها المتناهية عند مقارنتها مع أي مجموعة أخرى من الخرائط المعاصرة. ومن بين سماتها الرائعة اعتبار الإدريسي كروية الأرض في زمن ساد فيه الاعتقاد بأنها مسطحة.
اعتمد الإدريسي على المؤلفات الجغرافية المتيسرة في زمانه. فانتقد بعضها بناء على مقارنات عقدها بين المعلومات الواردة في كتب أسلافه من العلماء المسلمين، وعلق على هذه المؤلفات وشرح الكثير من النقاط الغامضة فيها. كما أضاف وصفا لرحلاته حدد فيها منابع نهر النيل والحيوانات المتواجدة في هذه المناطق ووصف المناطق المحيطة به، وميز حدود البحيرات الاستوائية التي فشل فيها علماء أوروبا. واعتنى في وصفه للبلدان بذكر الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والعادات والتقاليد والملابس والأزياء. علاوة على ذلك فقد قدم الإدريسي وصفا موجزا للأرض وتصورها على شكل كرة طول محيطها اثنان وعشرون ألفا وتسعمائة ميل وهو ما يعادل 42185 كيلو متر وهذا الرقم ليس بعيدا عن محيطها الحقيقي وهو 40068 كيلو متر. وصنع كرة فضية نقش فوقها خريطته الشهيرة للعالم المعروف آنذاك.
قام الشريف الإدريسي بأبحاث أخرى كثيرة في مختلف فروع المعرفة مثل الجيولوجيا والفيزياء. ولكن أبرز ما اهتم به سوى الجغرافية هو علم النبات، وخاصة الأعشاب الطبية. فقد درس الإدريسي تطوراتها، وقدم دراسة مقارنة بين النبات في بلاد الأندلس والمغرب ومصر والشام، وبلاد الروم، وقادته اهتماماته المكثفة في صفات الأعشاب إلى اكتشاف بعض الأدوية التي لعبت دورا عظيما في علم الصيدلة. وقد تميز منهجه العلمي في علم النبات أنه كان يذكر الأسماء المطابقة للنباتات في لغات مختلفة، كما أنه فرق بين الاصطلاحات الإغريقية واليونانية بسبب إقامته الطويلة في صقلية، حيث كانت الإغريقية لا تزال هي لغة الكلام الدراج عند بعض السكان. وقد كان الإدريسي يركز على خواص الأدوية من حيث منافعها وآثارها الضارة. كما نبه على كثير من العقاقير لم يذكرها ديسقوريدس، لأن أكثر هذه الأدوية لم تكن في بلاده. وبلغ ما أحصي من هذه المفردات حوالي (125) نباتا.
ترك الإدريسي عددا من المؤلفات منها كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق (الكتاب الروجري) وهو أشهر أعماله، وكتاب أنس المهج وحدائق الفرج في علم جميع الأرض ، وكتاب الجامع لصفات أشتات النبات ، وكتاب الأدوية المفردة ، وكتاب الصيدلة ، وكتاب المسالك والممالك ، وكتاب سعادة الرجال وغبطة النفوس . هذا بالإضافة إلى مصور لأشكال الكرة الأرضية مع الشروح الوافية، وخرائط للعالم مع التعليقات عليها.
2013-09-20, 1:05 pm من طرف بنت أغراء
» علاج تساقط الشعر2
2013-09-20, 12:52 pm من طرف بنت أغراء
» ........عبرة........
2013-09-20, 12:50 pm من طرف بنت أغراء
» رياضة المشي تغذي الدماغ.
2013-09-20, 12:43 pm من طرف بنت أغراء
» مفاجأه..
2013-09-20, 12:42 pm من طرف بنت أغراء
» اكتشاف كوكب يتوافر فيه الماس كالتراب على الأرض
2013-09-20, 12:41 pm من طرف بنت أغراء
» Insatiable
2013-09-20, 12:40 pm من طرف بنت أغراء
» بسرعة ادحلو على المنتدى أحلى مسابقة
2013-09-20, 12:37 pm من طرف بنت أغراء
» موقع للجلب معلومات عن اي شخص
2012-08-27, 8:41 am من طرف daloul20
» مسجات حركشة
2012-07-28, 7:30 pm من طرف said
» مفاهيم خاصة عند البنات..في المدارس
2012-02-24, 7:13 pm من طرف sham